14‏/09‏/2009

كيف يتفاعل صديقي مع القرآن

لي صديق خير (ما شاء الله عليه) أتكلم معه عن أمور الدين و الأفعال القلبية (التوكل الرضا الخشوع ...الخ) و العبادة فيكون عوناً لي و منافساً في تحصيل الخير.

 أخبرني بقصة قبل عدة أيام وحمستني بشدة و أحببت أن أشارككم بها علها تساعدنا في الخشوع و القيام و العبادة في هذه الأيام المباركة فرمضان على وشك الانتهاء.


قال لي صديقي أنه بعد أن كان في المسجد يقرأ في سورة فاطر مر على هذه الآية:

سورة فاطر الآية 29

إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ

ثم أكمل القراءة :

  • لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ
  • وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ
  • ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ
  • جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ

ثم عاد و قرأ الآية الأولى 

إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ 

يقول لي:

فبدأت أفكر....

أني الآن في المسجد من الذين {يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ}
و قبل قليل صليت قيام الليل مع الإمام فكنت من الذين {
أَقَامُوا الصَّلاةَ}
لكني لم أتبرع اليوم. فأخذت محفظتي وقررت أن أضع جانباً بعض المال لأكون من الذين{أَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً} فوجدت فيها مبلغ ضخم وأنا أعرف أني بحاجة إليه خصوصاً في هذا الشهر فقلت في نفسي أن أتبرع بجزء وأبقي جزء.... ثم فكرت في هذه الآية{تِجَارَةً لَّن تَبُور} فقلت بما أن الله قال أن هذه تجارة لن تخسر فلو تبرعت بكل ما في المحفظة فإنه لن أخسر.

يقول لي صديقي :
فأخذت كل النقود في المحفظة و تبرعت بها
و عدت أكمل القراءة....
فتفاجأت برحمات و بركات و خشوع نزل علي و أنا أقرأ القرآن بعد تلك اللحظة لا أذكر أنها حصلت لي إلا منذ زمن بعيد و شعرت بحلاوة جمة وأنا أقرأ الآيات اللاحقة امتدت أيام أنا واثق أنه لو شعر بها أي مسلم سيطير بها فرحاً فالحمد لله على ذلك.

انتهت القصة.
و أنا أعتقد أن ما حدث لصديقي هو أنه صدق مع الله فصدق الله معه. و عندما أرى تكملة الآيات أعتقد أنه شعر بفضل الله عليه و كأنه يخاطبه و يقول له:
  • لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (لا تخف سنوفيك ما تبرعت به و نزيدك)
  • وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (ما قلناه في القرآن أن التبرع تجارة لن تخسر هو الحق و هو أكيد و اعلم أننا نراك و أنت تصلي وتقرأ القرآن وتتبرع)
  • ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ( إنا نزلنا القرآن - الكتاب- على عبادنا و ها أنت تقرأ القرآن و تتطبق فلست ظالم. و لست مقتصد أيضاً فقد تبرعت بكل ما في المحفظة إذن أنت سابق بالخيرات بإذن الله)
  • جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ
  • وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ
  • الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوب (و هذه هي ثمرات عملك فستتمتع بها يا عبدي)

فكيف لا تنزل الرحمات عليه و هو يقرأ عن هذه النعم و هذا الفضل !!


أسأل الله العظيم أن يرزق كاتب وقارئ هذه الرسالة ما رزق صاحبي قبل نهاية رمضان 1430 هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق